الثلاثاء، 20 مايو 2008

لحظة حب 4

فى تلك اللحظة ... لحظة حب وخضوع، فهمت قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " أرحنا بها يا بلال " كم كنت مرتاحا فى حضرتك ... كم كنت مرتاحا فى سجودى لك ... فى تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب. وفى لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب، وأحسست بك تسمع كلامى وترى مكانى وتعلم حالى ولا يخفى عليك شيء من أمري، ففاضت عبراتى، وارتعد القلب نشوة وحباً هاتفاً بصوت عميق نابع من عمق الأعماق ... يا حبيبى يا الله ... يا الله يا حبيبى أمد بها الصوت مدا ... فى نغم ساحر، و نداء خاشع، سكن به الجسد، واطمأن به القلب، وهدأت به الجوارح ... فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ... و كل الزمن.

وفى تلك اللحظة... لحظة حب، أحببت السجود لك، أحببته حبا أنسانى طوله فلم أشعر بالزمان لا المكان... على الأرض؛ سجد الجبين، وفى السماء؛ حلقت الروح فى عالم من جمال وروح وريحان، وشعرت بنعمة الإسلام لك، ولذة السجود لك، والقرب منك، والدعاء لك، والمناجاة معك ... مساكين هؤلاء الذى لا يعرفون الاستسلام لك، مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ... مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم فى التراب لغير وجهك ... مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية فى الخضوع لك وحدك، و السجود لجلال وجهك وعظيم سلطانك ... لقد شعرت بسجودى هذا أننى أعلى من كل قيود الأرض، حراً من كل جواذبها، وأقوى من كل مفاتنها، وأغنى من كل ملوكها، وأسمى من كل رذائلها، وكيف لا وأنا أسجد لك... وشعرت في سجودي هذا... بطعم غريب عجيب، ونكهة مميزة فريدة لا تستطيع الكلمات لها وصفاً، ... وشعرت أن سجدتي هذي هي سجدة الحرية الحقة التى تنعتق النفس فيها من أغلال الأرض، وقيود الأرض، وأحقاد الأرض، وفتن الأرض، وآلام الأرض، فتحررت نفسى وروحى وعقلى وكل كيانى، وصرت بها مولوداً جديداً، يحي حياة الأحرار، ويرجو موتة الأبرار، هكذا أحسست، وهكذا دندنت مع الشاعر:

لك سعيي.. وفيك غاية حبي *** ونجاوي ضراعتي.. وصلاتي

وسجودي معراج روحي وعقلي *** وانعتاقي.. ولذتي.. وحياتي

فى لحظة حب حرة من ضغط الأرض، وقيد الأرض، وفكر الأرض، وشر الأرض، وظلم الأرض، وقهر الأرض ... تتفتح أزهار، تورق أشجار، وتخضر الأرض التي كانت موغلة فى البعد عن الله ... وتعود البسمة غيبها ظلم الإنسان، فيا نفسي ويا زوجي ويا ولدي ويا كل الناس ... لحظة حب حرة تسرى فى قلوبنا ... تحييها من مواتها، وتبعث فيها من جديد ... حياتها.

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

i'm glad i'm the first to read this!it's a great reminder..if we only do our salah right;i believe all our hearts,minds,souls and bodies will just turn right..we're wasting our lives searching allover for our wellbeing and it's right there but we refuse to try..

عبدو بن خلدون يقول...



بها فليكن

سجد الجسد
علي التراب ارتكن
ولكن قبله
حلقت الروح والقلب سكن
فسالت العبرة
واندملت الجراح
انتهى كل وهن
كل عحز
كل ضيق أو شجن

سمت الأرواح
نحو مشكاة علوية
تمسح الآلام
تطوي الأحزان طيا
تجدد العزم وضيا
تطلب ربا رضيا

سجدة هي نفحة من الإله الكريم
من شذا الفردوس فاحت
فبقت وبقى في القلب أثرها
ما راحت
أما الدموع
ففي صمت ساحت

فيا ويل من لم يذقها
ألا تعسا له
ولكن مهلا
ألا رحمة الرحمن إسألوا
ومن حبه فانهلوا
له وحده فاعملوا

بحبه ليكن السجود
بها ولتكن الحياة

غير معرف يقول...

السلام عليكم مرة أخرى ياالحبيب ياالغالي،

ما زالت كلماتك كحبات المطر للقلب الظامئ. لكن المطر الذي يروي الظمأ ويحيى الموات هو هو المطر الذي يمد الصدأ الضارب في القلوب ويزيد حلكةً ظلام المكروب. بعض الخواطر لا ينبغي أن نزعج بها الآخرين فأستميحك عذراً على الصمت وأسألك الدعاء.

والسلام.

أيمن طلبة يقول...

إلى غير معروف رقم1، أنا كذلك سعدت بأنك أول من قرأ هذه المدونة. لا تحرمينا من نفحاتك سواء كانت بالعربية أم بالإنجليزية. وسلميلي على عبعال:)

أيمن طلبة يقول...

عبدو بن خلدون دائماً تتحفنا بترنيماتك الجميلة من رجل جميل مثلك. أعجبني مطلع أبياتك الفتية وربطك الجميل بمعنى الخاطرة. حفظك الله وبارك فيك، ومرحباً بك دائماً

أيمن طلبة يقول...

إلى أخي الحبيب الغالي، ما زلت أذكرك وأدعو لك في صمتي وذكري، فإن كانت كلماتي تحزنك وتزيد من صدأ القلوب المتعبة، أمسكتها ولم أخرجها مرة أخرى، وإن كانت مما يمسح الدمع عن القلب الحزين، أرسلتها ملفوفة بالدعاء لك.
لا تصمت ولا تحرمنا من زياراتك.

أبو نضال يقول...

هى روح أرواحنا، و نبضات قلوبنا، هى مدرسة للعقول، و واحة للأذهان، هى نسمات حياتنا...هى تلك اللحظات...لحظات الحب.

كلماتك تملؤنا شوقا لربنا، و تزيد له حبنا...بوركت يا خالى الحبيب.