الثلاثاء، 6 مايو 2008

لحظة حب 2


مسكين هذاالشاب الذي يتخيل أنه يحب فتاة فيهيم بها ولهاً وينسى كل حدود ... مسكينة هذه الفتاة التي تظن أنها تحب فتى الأحلام فتهيم به ولهاً وتتجاوز كل حدود... مساكين هؤلاء المحبين عبرالأزمنة والقرون ... لم يعرفوا إلا نُتَفَاً من معنى الحب، وأنى لهم أن يعرفوا ولم يمروا بتلك اللحظة ... لحظة حب! فيا ليتهم سمعوا المحب وهو يهتف مناجياً:


وقد كان قلبي ضائعاً قبل حبكم
فكان بحب الخلق يلهو ويلعب
فلما دعا قلبي هواك أجابه
فلست أراه عن خبائك يمرح
هوى غيركم نار تلظى ومحبس
وحبكم الفردوس بل هو أفسح


لحظة حب خالد غمرت قلبي بكل معاني الحب، بكل معاني الشوق، بكل معاني العشق، بكل معان يعجز عنهاالقلم وتعجز عنهاالكلمات ... كل الكلمات. في تلك اللحظة ... لحظة حب، تمنيت لوكان ملك يدي روائع البيان وأبلغ الأشعار، ولوأن بلاغةالمتنبي وأبى تمام والجاحظ وكل البلغاء طوع بناني، ولوأن في عقلي بحر محيط من الألفاظ ودقائق المعاني، ولوأن كل قواميس لغةالضاد ... بل كل لغات الدنيامسطورةأمامي، لأعبر عن تلك اللحظة ... لحظة حب ... و لكن هيهات.


لحظة حب عامرة بالخير، في وقت عز فيه الخير وتاه وسط غابات الأشرار... لحظة حب غامرة بالنور، في وقت غرق فيه النور وتاه وسط بحور الظلمات ... لحظة حب مشرقة ملأت قلبي بضياء تتلألأ منه الأنوار، ملأت روحي بنعيم صغر أمامه كل نعيم الدنيا، وفهمت ولأول مرة، كيف يمكن أن تكون الجنة ... مجردأسماء للتشبيه لكن حقيقتهالم يطعم لذتهاأحدمن قبل، ولم ترهاعين من قبل، ولم تسمعهاأذن من قبل، ولم تخطر على قلب بشر من قبل... وفهمت ولأول مرة، كيف يشتاق أهل الجنة إليها... وفهمت ولأول مرة، كيف يشتاق المحبين إلى ربهم شوقاًيفوق شوق العاشقين المتيمين، شوقايصغرأمامه ذلك الشوق المتوهم بين بني الإنسان ويصغر ويصغر، حتى يصبح كنقطة صغيرة في منتصف دائرة الحب الإلهي الواسعة الفسيحة ... كل ذلك في تلك اللحظة ... لحظة حب!

هناك 21 تعليقًا:

أبو نضال يقول...

ما أجمل تلك اللحظات...لحظات الحب...يسمو فيها القلب...و يصير نبضه غير النبض...و تسمو الروح...و تنكر حينها كل شىء إلا حبيبها...

اللهم كثّر لحظات حبنا...و لا تحرمنا إياها أبدا يا رب العالمين.

كلماتك غذاء للقلوب...بلسم للجروح...تحيى فينا جميل ذكريات لحظات حبنا...و تملؤنا شوقا للحظاتنا القادمة

بورك قلمك و مدادك.

أنا بردو من يوم ما عرفت حضرتك و بقول عليك جامد :)))

أيمن طلبة يقول...

أول تعليق على الإضافة الجديدة، وبعد لحظات من وضعها على المدونة! أشكرك يا أحمدوف وربنا يغفر لنا ما لا تعلمون. أسعدني حضورك وجزيت خيراً.بالمناسبة،هل صوت لمعرفة كم تدوينة في الأسبوع تفضل؟

غير معرف يقول...

Alhob Al7a'i' Hob elbatata wil mishmish.

Wi 'ana aktar wahed behibak, tol 3omry ya 3omry bahibbak ;-)
Mr. Trouble, Munir basha ;-)

غير معرف يقول...

أستاذي الحبيب

أُحبك في الذي ذكرتنا بحبه و حب لقاه و الجنة

أسأل الله أن ينعم علينا بنوره و حبه و يحفظنا من الأشرار
َُ

غير معرف يقول...

لا أملك اخفاء إعجابي بالمدونة وما بها من كلمات صادقة ..
كثيرون هم من حاولوا تفسير و تحليل معنى الحب ولكن ...
قليلون هم من يتذوقون معنى الحب الحقيقي ويسلكون الطريق إليه ..أعزنا الله وأرشدنا إلى الطريق إلى إليه و إلى جنته

غير معرف يقول...

Ustadh Ayman
Beautiful inspiring words, mashaAllah!
May Allah increase you in His love and let us taste some of that divine love.
Bara

أبو نضال يقول...

اه طبعا صوت...بس مش هقولك علشان الانتخابات تبقى نزيهة ;)

غير معرف يقول...

alsalam 3alikom wa rahmat allah
i just read it
and i realy liked it
and i think the best part is how you show and compare the love of people and the huge love of (god)allah
omar al kabbani

غير معرف يقول...

you make us reflect & reconsider..i always believed the word "love" is one of the words in all languages that has as many meanings as the number of people in the world who once felt love or thought what they felt was love..anyway;the best thing about all this is that "يحشر المرء مع من يحب".
nice to meet our dear brothers at your post
!!

أيمن طلبة يقول...

منير باشا، نفسي تتكلم جد في مرة:)
"نورت" المدونة وابقى زورنا على طول.
على فكرة، البطاطا ما تمشيش مع المشمش:)
سلام وأنا كمان بحبك...

أيمن طلبة يقول...

علاء الحبيب، أسعدتني كثيرا بحضورك وشوقتني للأيام الخوالي. لا أملك إلا أن أقول :آمين على دعائك. جعل الله لكل من قرأ هذه المدونة منه نصيب.
في انتظار زياراتك دائماً

أيمن طلبة يقول...

أشكرك كثيراً يا آنسة نجوان. وأرجو تشريفك للمدونة بصفة مستمرة.

أيمن طلبة يقول...

براء العزيز، أخيراً سمعت منك؟ أشكرك على إطرائك ودعائك وأسال الله أن يجمعنا دائما على محبته.

أيمن طلبة يقول...

ماشي ياعم "أبو نضال" حأحاول أخمن وأفهمها بالفكاكة. ربنا يوفقك في امتحاناتك ويسعد أيامك

أيمن طلبة يقول...

عزيزي عمر، كيف حالك وحال دراستك؟ سعدت بقرائتك للمدونة وأرجو متابعتها بصفة مستمرة. وفقك الله لما يحب ويرضى وجمعنا دائما على محبته

أيمن طلبة يقول...

عزيزي غير معروف، كلمة حب أهينت كثيرا في هذا العصر، وتحولت إلى كلمة منزوعة القيمة، وبالتالي حوصرت في خندق الشهوة والهوى. نسأل الله أن يعيد البشرية إلى رشدها وحب ربها.
شرفت المدونة وأرجو التعريف باسمك الغالي في الزيارة القادمة.

عبدو بن خلدون يقول...



الحب...
ما أكثر ما امتهنت هذه الكلمة
!

سحقت تحت وطأة الحياة والفتنة العمياء والغريزة السوداء

سحقها الإنسان في قسوة فريدة

ولكنها فيض من نور الله

ولذلك فهي كالوردة التي لا تذبل أبدا
وإن رأوها كذلك
!

فمن امتهنها وأهانها أو استهان بها ذبلت في عينيه، وفي هذا عقابه المحتوم

ولكن الله لم يجعل مصيرها بين الإهانة والاستهانة...

فهي تبقى بهية ألقة نضرة في عين كل محب حقيقي...

والمحب الحقيقي يرى الحب واحدا
لأنه فيض من نور الله
ومنحة من عطاءاته اللامحدودة
ونفحة من حبه الأبدي

ولذلك كان من جزاء أهل الجنة
"
ونزعنا ما في صدورهم من غل
"
حتى يصفو الحب، وتستقيم الحياة فتكتمل السعادة ويكون النعيم

ولذلك فأولئك الذين يظنون أن العبد دائما هو بين الخوف والرجاء
علي حق
إلا أنهم أهملوا الأصل الذي بدونه يذوب هذان الخطان الرقيقان
إنه الحب
فبدونه كيف تخافه
وبغيره لماذا ترجوه

ولهذا كله وجب أن تعرفه حتى تحبه
فكانت المعرفة طريق الحب
وكان الحب أساس المعرفة

إلهنا
نسألك حبك
وحب من يحبك
وحب كل عمل وقول وحب يقربنا إلي حبك

عبدو بن خلدون يقول...



بالمناسبة
ده فيلم صغير كان ليه قصة طويلة
المهم شوفوه

"
أحبك ربي
"

http://nojoomol7era.blogspot.com/2007/05/blog-post_03.html

أو

http://www.youtube.com/watch?v=Nrjw-kSlaqE

أيمن طلبة يقول...

شكراً يا عبدوبن خلدون. الآن يكون الكلام والتفكر والفلسفة:)
سأحاول مشاهدة الفيلم قريباً وأرسل لك تعلقي عليه.
في انتظار تواصلك المستمر وأفكارك المتدفقة.

غير معرف يقول...

السلام عليكم يالحبيب يالغالي،

خواطر من القلب إلى القلب والعقل، ووصف رقيق عذب، وأحاسيس تنساب إلى أعماق الروح كالماء بعد الظمأ. وصفت لحظة الحب فأبدعت كما عودتنا يا سيدي، وذكرت الحب لله فذكّرتنا بكل الحب: لله وفي الله ومن الله. كم هي غالية حقا لحظة الحب! ولكن ماذا عن اللحظة التي تتلو تلك اللحظة؟

أيمن طلبة يقول...

إلى الحبيب الغالي الذي لم أعرف اسمه ولكني أعرف روحه، أشكرك على كلماتك الرقبقة، وأعرف أن لحظة الحب ليست النهاية، ولكنها نقطة بدء مركزية، نغفل عنها أحياناً ولا نعايشها في أحايين أخرى كثيرة، ولا نهتم بها أمام ابتلاءات الحياة المريرة، فنضل السير ولا نهتدي. أرجو المواصلة معنا فلعل الله يفتح بنفحات مسك وعبير أخرى يكون فيها البلسم والدواء. لا تنسنا من صالح دعائك.